DeepSeek: المنافس الصيني الجديد في عالم الذكاء الاصطناعي الذي يهدد عرش ChatGPT

البداية الجديدة في عصر الذكاء الاصطناعي

في عالم الذكاء الاصطناعي الذي يشهد تحولًا سريعًا، يعتبر ChatGPT أول من فتح أبواب العصر الذهبي لهذه التكنولوجيا. منذ أن حقق هذا النظام شهرة عالمية بفضل قدرته الفائقة على معالجة اللغة الطبيعية وتوليد النصوص، أصبح يتربع على قمة الأنظمة الذكية. ومع هذا النجاح، كان من المتوقع ظهور منافسين جدد يسعون للهيمنة على هذا المجال سريع النمو. اليوم، وفي ظل هذه التوقعات، أصبح هناك منافس جديد يبرز بسرعة وهو DeepSeek، والذي يصنف ضمن التقنيات الصينية المبتكرة.

ومع معرفة ذلك، فليس من المستغرب أن يكون من الممكن استخدامه في مجالات العمل المختلفة مثل: خدمة العملاء، والتعليم، وتوليد المحتوى، والبرمجة والرياضيات.

يفهم DeepSeek تمامًا أي لغة مكتوبة بها، ويتعلم باستمرار من مستخدميه، ورغم أن كل هذا يبدو رائعًا، إلا أنه يحتوي أيضًا على جانب مشكوك فيه: كونه تقنية صينية، فإنه يحكمه الإيديولوجية والثقافة التي تفرضها سياسات البلاد، والتي لن تكون محايدة للغاية عندما يتعلق الأمر بمناقشة القضايا المثيرة للجدل المتعلقة بالصين.

– كيفية استخدام DeepSeek

الآن بعد أن تعرفت على ما هو DeepSeek، سنعلمك كيفية استخدام هذا الذكاء الاصطناعي. إنه أمر بسيط للغاية، وللحصول على إجابات باللغة الإسبانية، عليك فقط صياغة أسئلتك أو طلباتك بهذه اللغة. اتبع الخطوات التالية:

– افتح موقع DeepSeek أو قم بتنزيل التطبيق الخاص به من متجر غوغل بلاي أو آب ستور . إذا لم يتم التحميل، فقد يكون هناك قيود إقليمية، لذا نوصي باستخدام VPN.

– يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء حساب جديد. يمكنك استخدام حساب  غوغل أو  آبل الخاص بك.

– ستدخل إلى محادثة مع الذكاء الاصطناعي، ويمكنك أن تسأله أي شيء تريده باللغة العربية.

يميل DeepSeek إلى إنتاج استجابات مختصرة إلى حد ما، على الرغم من أنه يمكنه أيضًا إنتاج نصوص أطول وأكثر وصفًا إذا طلبت منه ذلك.

من الجدير أن نبقى لنكتشف ما يفعله هذا الذكاء الاصطناعي، ومن أين يأتي وكيف يستخدمه. هل تعرف السبب؟ السبب الذي يجعلنا جميعًا نحبه: إنه مجاني تمامًا وإصداره الأقوى متاح للجميع.

– ما هو DeepSeek

DeepSeek هو اسم يجمع بين شيئين: اسم شركة صينية تركز على الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي نفسه الذي قاموا بإنشائه. تتخصص الشركة في البحث والتطوير في نماذج اللغة الكبيرة (LLM) باستخدام التعلم العميق لتوليد نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

وعلى الرغم من أنه يبدو مشابهًا لبرنامج ChatGPT، إلا أن الحقيقة هي أنه يتفوق عليه ليس فقط في القدرات، بل أيضًا في كفاءة الإنتاج. لقد استغرق الأمر موارد أقل بكثير من OpenAI لإنشاءه. الشيء الرائع في الأمر هو أن هذا ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر.

ما هو DeepSeek؟

تاريخ وتأسيس DeepSeek

DeepSeek هو نظام ذكاء اصطناعي تم تطويره بواسطة شركة صينية ناشئة تحمل نفس الاسم. تأسست هذه الشركة برأس مال مرخص قدره 10 ملايين يوان (أي حوالي 1.4 مليون دولار أمريكي) وهي تسعى إلى تقديم حلول مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مع التركيز على تقنيات معالجة اللغة الطبيعية وتحليل البيانات.

الهدف والتوجه

تتمثل رؤية DeepSeek في تزويد المستخدمين بحلول ذكية يمكنها منافسة الأنظمة الكبرى مثل ChatGPT و Google DeepMind. يركز النظام بشكل خاص على تطوير تقنيات يمكن أن تدعم مجموعة واسعة من الصناعات، من بينها الرعاية الصحية، التعليم، و التجارة الإلكترونية، مما يمنحه ميزة في تقديم حلول مخصصة للأعمال التجارية والمجالات الأكاديمية.

DeepSeek: تهديد حقيقي لـ ChatGPT؟

نجاح وتقنيات مبتكرة

على الرغم من أن ChatGPT كان أول من شق طريق الذكاء الاصطناعي المحادثاتي، إلا أن DeepSeek يبدو أنه في طريقه لتقديم نموذج مبتكر يمكن أن ينافسه على عدة جبهات. فبينما يتمتع ChatGPT بقاعدة مستخدمين ضخمة، استطاعت DeepSeek أن تنفرد بتقديم تقنيات قد تتفوق من حيث الدقة و المرونة في بعض المجالات.

التكنولوجيا المفتوحة المصدر

أحد العوامل التي جعلت DeepSeek يبرز هو اعتماده على التكنولوجيا المفتوحة المصدر. وهذا يسمح للمطورين والمختصين من جميع أنحاء العالم بالمشاركة في تحسين وتطوير هذا النظام، مما يعزز من سرعة الابتكار وانتشاره. على العكس من الأنظمة الكبرى التي تحتفظ بالكود المصدري وتتحكم فيه بشكل حصري، يفتح DeepSeek المجال أمام الجميع لتخصيص أدواته وملاءمتها لاحتياجات متنوعة.

القدرة على التوسع السريع

رغم أن DeepSeek لا يملك نفس الموارد المالية التي تملكها الشركات الكبرى مثل OpenAI، إلا أنه تمكن من تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي يمكنها التوسع بسرعة وتلبية احتياجات الأسواق الناشئة مثل آسيا و أفريقيا. هذا يتيح له القدرة على الوصول إلى مناطق جديدة بسرعة أكبر مقارنة بالمنافسين الذين يركزون على أسواق محدودة.

لماذا يثير DeepSeek القلق في الدول الغربية؟

المخاوف الأمنية والسياسية

أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل DeepSeek مثيرًا للقلق في العديد من الدول الغربية هو أن النظام قادم من الصين، وهو ما يثير أسئلة حول الأمن القومي و الخصوصية. في ظل الصراعات الجيوسياسية بين الشرق والغرب، يعتبر الغرب أن التقنيات الصينية قد تكون أداة للتجسس أو الرقابة، مما يثير القلق بشأن استخدام DeepSeek لجمع بيانات حساسة.

التحديات أمام الشركات الغربية

علاوة على المخاوف الأمنية، فإن النمو السريع لـ DeepSeek يهدد الشركات الغربية الكبرى مثل OpenAI و Google التي تتمتع بالهيمنة على السوق العالمي. تقدم DeepSeek بديلاً أقل تكلفة وأعلى كفاءة من حيث إمكانية التوسع و الابتكار السريع، مما قد يجعل الشركات الغربية في موقف صعب.

الاستثمار والابتكار في DeepSeek

الاستثمار في البحث والتطوير

من خلال استراتيجية الابتكار السريع و التطوير المستدام، تمكنت DeepSeek من تقديم نماذج ذكاء اصطناعي تتفوق في بعض الأحيان على النماذج الغربية. وأشار مؤسس الشركة، ليانغ، إلى أن العقبة الأساسية أمام تحقيق مزيد من التقدم ليست في الحصول على تمويل أكبر، بل في القيود الأمريكية على الوصول إلى تقنيات الشرائح المتطورة التي تحتاجها الأنظمة لتحسين الأداء.

النظام البيئي المحلي في الصين

يشير ليانغ إلى أن الصين بحاجة إلى تطوير منظومة محلية شاملة تتضمن إنتاج شرائح الذكاء الاصطناعي محليًا، على غرار ما تقوم به شركات مثل إنفيديا. وبذلك، يمكن للصين أن تتحرر من الاعتماد على التقنيات الغربية وتتحكم بشكل كامل في مواردها التكنولوجية.:

 المستقبل المثير لـ DeepSeek

على الرغم من أنه قد يكون من المبكر تحديد ما إذا كانت DeepSeek ستتمكن من الإطاحة بـ ChatGPT أو حتى Google DeepMind من القمة، إلا أن نموذجها الذكي والمبتكر يمثل تهديدًا حقيقيًا في عالم الذكاء الاصطناعي. مع تركيزها على التكنولوجيا المفتوحة المصدر، التوسع السريع في الأسواق الناشئة، وقدرتها على التغلب على بعض القيود التكنولوجية، يبدو أن DeepSeek في طريقها إلى إعادة تشكيل قواعد اللعبة في سباق الذكاء الاصطناعي .